
Description

ليزا تعيد فتح دفتر مذكّراتها بعد فترة من الصمت. بين الصفحات البيضاء تستعيد رغبتها في الرحيل، في الحكاية، في أن تشعر بالحياة بين الكلمات وذكريات الأماكن التي زارتها. في أحد أمسيات إدنبرة الماطرة، وبين جدران حانتها المفضّلة، تلتقي بهِبة، عالِمة آثار إيطالية تعمل منذ سنوات في السودان. ينشأ بينهما على الفور نوع من الألفة العميقة، ذلك الانسجام النادر الذي يتجاوز الكلمات: روحان اعتادتا العيش “في السفر”، معلّقتان بين عوالم مختلفة. تحدّثها هبة عن الصحراء والنيل والناس الذين استقبلوها كما لو كانت في بيتها الثاني، وتشاركها دفتر مذكّراتها، ذلك الصندوق المليء برائحة الرمل والحنين. من خلال هذا اللقاء، تستعيد ليزا ما كان يسكنها منذ البداية: وعيها بأن السفر هو فن الإصغاء، وأن “الوطن” هو كل مكان يفتح لك قلبه ويجعلك تشعر، ولو للحظة واحدة، أنك في المكان الصحيح. لذلك، تقرّر خوض مغامرة جديدة، هذه المرة في السودان، لتتنفّس النور نفسه وتملأ دفترها بقصص جديدة.
